كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي



885- [3262] «نَزَرْتَ رَسولَ اللهِ» أي ألححت عليه في المسألة.
«فَما نشِبْتُ» أي: لبثت.
886- [3263] «هئيئًا، مريئًا» قال أبو حيان في الارتشاف: قال سيبويه: «هنيئًا مريئًا» صفتان نصبوهما على نصب المصادر المدعو بها في الفعل غير المستعمل إظهاره للدلالة التي في الكلام عليه، كأنهم قالوا: ثبت ذلك هنيئًا مريئًا وهناه هنيئًا ففي تقدير ثبت يكون حالاً مبنية وفي تقديره هناه يكون حالاً مؤكَّدة وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون مصدرين جاءا على وزن فعيل كالصَّهيل والنَّكير.
«مريئًا» تابع لهنيء وزعم بعضهم أنَّ مريئًا يستعمل وحده غير تابع لهنيءٍ ولا يحفظ ذلك. وإذا قلت هنيئًا مريئًا، فمري، صفة لهنيء عند بعضهم، وبه قال أبو الحسن الحوفي.
وذهب الفارسي إلى أنَّ مريئًا انتصب انتصاب هنيئًا، التقدير عنده: ثبت مريئًا.
887- [3270] «عبيَّة الجاهلية» قال في النِّهاية: يعني الكِبْر وتُضم عينُها وتكسر، وهي فُعُّولة أو فُعِّيلة، فإن كانت فُعُّولة فهي من التبعية، لأنَّ المُتَكَبر ذو تكلُّف وتبعية خلا من استرسل على سجيَّتِهِ، وإن كانت فُعِّيلة فهي من عُبَاب الماء، وهو أوله وارتفاعهُ، وقيل: إنَّ اللام قُلبت ياءً كما فعلوا في: تقضِّي البازي.
888- [3272] «لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حتَّى يَضَعَ فِيهَا ربُّ العزَّة قَدَمَهُ».
قال في النِّهاية: أي الذين قدَّمَهُمْ لها من شِرَارِ خَلْقِهِ، فهُمْ قَدَمُ اللهِ للنَّار، كما أنَّ المسلمين قدَمُهُ للجنَّةِ. والقدم: كلُّ ما قدمت من خير أو شر.
وقيل: وضع القدم على الشيء مثَل للرَّدع والقمع، فكأنه قال: يأتيها أمْرُ اللهِ فيُكفها عن طلب المزيد.
وقيل أراد به تسكين فَوْرَتهَا كما يقال للأمر تُريد إبطاله؛ وضعته تحت قدَمِي.
«فَتَقُولُ: قطْ. قَطْ».
قالَ في النِّهاية: بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهي ساكنة الطاء مخفَّفة.
«ويُزْوى» بالزاي، أي يجمع، ويطوى، ويضم.
889- [3273] «عَلَى الخَبِيرِ سَقَطَتْ».
قال في النِّهاية: أي على العارف به وقعت، وهو مثَل سائرٌ للعربِ.
«غنته الجرادتان».
قال في النِّهاية: هُمَا مُغَنِّيتَان كانتا بمكة في الزَّمن الأوَّل، مشهورتان بِحُسْن الصَّوْتِ والغناء.
«خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا». قال في النِّهاية: الرِّمْدِد بالكسر، المُتَناهي في الاحتراق والدِّقة، كما يقال ليلٌ ألْيَل، ويَوْمٌ أيْوَم، إذا أرادُوا المبالغة.
990- [3276] «المُقْحِمَاتِ» قال في النِّهاية: أي الذُّنُوب العظام التي تُقْحِمُ أصحابها في النَّار: أي تُلقيهم فيها.
891- [3278] «قَفَّ لَهُ شَعْرِي» أي قام من الفزع.
892- [3283] «فِي حُلَّةٍ من رَفْرَفٍ» هو الديباج الرقيق الحسَن الصنعة، وجمعه رفارف، وقيل هو جمع، واحده رفرفة.
893- [3284] عن ابن عباس: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}. زاد ابن جرير قال: هو الرَّجل يلم بالفاحشة ثم يتوب، قال النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنْ تَغْفِرْ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، وَأيُّ عبدٍ لَكَ لاَ ألَمَّا» قال ابن الشجري في أماليه: أي لم يلم بالذنوب وهذا مما تمثل به النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أشعار الجاهلية، أخرج ابن جرير في تفسيره: عن مجاهد قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون:
إن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ** وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا

وقال البيضاوي: البيت لأميَّة بن أبي الصلت أنشده النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} إنشاء الشعر، لا إنشاده.
وقال الطيبي: وجه مطابقة الآية وتفسيرها للبيت، أن يقال أنَّ الشرط والجزاء في البيت متحدان، فيدل على كمال الاتحاد الغفران ونهايته، ومجيئهما مضارعين للدلالة على الاستمرار وأنَّ هذا من شأنه تعالى، وكذا الاعتراض باللَّهمَّ يدل على فخامة الشأن، أي من شأنك اللَّهمَّ أن تغفر غفرانًا كثيرًا للذنوب العظيمة.
894- [3291] «لَقَد قرأتُهَا على الجِنِّ ليْلَةَ الجِنِّ فَكَانوا أَحْسَنَ مَردُودًا مِنْكُمْ» قال الشيخ كمال الدِّين الزملكاني: هاهنا دقيقة لابد من التنبيه عليها، وهي أنَّ هذا القول من النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن تفضيلاً لحال الجن على حال الإنس ولا لأدبهم على أدب الصحابة بل هو تفضيل للجواب على الجواب فإنَّ من عصر النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من البِشر منهم من أجاب فردوهم المخالفون، والمؤمنون سمعوا وأنصتوا وامتثلوا قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}.
فالصحابة العارفون بالله تعالى أنصتوا لكلامه وتدبروا معانيه وائتمروا بأمره، وانتهوا عن نهيه فلم يقتصروا على عدم التكذيب بل زادُوا عليه بالفهم والعقل، والكفار أجابوا بالرد والتكذيب، والجن اقتصروا على الإيمان فأجابوا بعدم التكذيب فكان هذا الجواب أحسن من ذلك الجواب وليس في الحديث ما يدُل على أنَّ جوابهم أحسن من سكوت الصحابة رضي الله عنهم. انتهى.
895- [3296] «رُمُصًا» قال في النِّهاية: الرمص هو البياض الذي تقْطعه العين، ويجتمع في زوايا الأجفان.
896- [3297] «شَيَّبَتْني هُودٌ» روى البيهقي، وابن عساكر عن أبي القاسم القشيري، قال: سمعتُ الشيخ أبا عبد الرَّحمن السلمي يقول: سمعتُ أبا علي الشبوي يقول: رأيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقلت له رُوِي عنك أنَّك قلت شيبتني هود؟ قال: نعم، فقلتُ له ما الذي شيبك منها، قصص الأنبياء أو هلاك الأمم؟ فقال لاَ، ولكن قوله: «فاستقم كما أمرت».
والواقعة، والمرسلات، و{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} و{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)}.
897- [3298] «هذا العَنَانُ» بفتح العين السحاب، الواحدة عنانة.
«رَوَايَا الأرض» قال في النِّهاية: الرَّوايا من الإبل: الحوَامِل للماء، واحدتُهَا رَاويَة فشبَّه الصحابة بها وبه سُمِّيت المزاده روايه وقيل بالعكس.
«فَإِنَّهَا الرَّقِيعُ» بالقاف.
قال في النِّهاية: كل سماءٍ يُقال لها رقِيع، وقيل: الرقيعُ اسمُ سماءِ الدُّنيا.
«وَمَوْجٌ مَكْفوفٌ».
قال الشيخ عز الدِّين ابن عبد السلام في أماليه: معناه أنَّها للطافتها تخترق كما يخترق الماء.
898- [3299] «قَالَ: أَنْتَ بِذاكَ؟» قال في النِّهاية: أي المُبتلى بذاك.
«وَحْشَي» قال في النِّهاية: يقال: رجُلٌ وَحْشِيٌّ بالسكون، إذ كان جائعًا لا طعام له، قال: وفي رواية الترمذيِّ: وحشى كأنه أراد جماعةً وحْشى.
899- [3300] «شَعِيرَةٌ» هو ضرب من الحلي أمثال الشعير.
«لزَهِيدٌ» أي قليل الشيء.
900- [3305] «رَوْضةَ خَاخٍ» بخاوين معجمتين موضع بين مكة والمدينة.
«تَتَعَادَى» أي تعدُوا.
«منْ عِقَاصِهَا» قال في النِّهاية: أي ضفائرها، جمع عقِيصَة، وعِقْصة، وقيل: هو الخيط الذي يُعْقَصُّ به أطراف الذَّوائب، والأول الوَجْهِ.
«مُلْصَقًا في قرَيْشٍ». الملصق: هو الرَّجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب.
«وَمَا يُدريك لعلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»
قال ابن القيم في كتابه المسمَّى بفوائد شتى ونكت حسان: أشكل على كثير من النَّاس، معناه، فإنَّ ظاهره إباحة كل الأعمال لهم وتخيرهم فيما شاؤوا منها، وذلك ممتنع فقالت طائفة منهم ابن الجوزي: ليس المراد من قوله: «اعْمَلُوا» الاستقبال، وإنما هو للماضي، وتقديره، أي: عمل كان لكم فقد غفرته قال: ويدل على ذلك شيئان:
أحدهما: أنه لو كان للمستقبل كان جوابه قولهُ: سأغفر لكم.
والثاني: أنه كان يكون إطلاقًا في الذنوب، ولا وجه لذلك.
وحقيقة هذا الجواب إنِّي قد غفرت لم بهذه الغزوة ما سلف من ذنوبكم، لكنَّه ضعيف من وجهين:
أحدهما: أنَّ لفظ: «اعملوا» يأباهُ؛ فإنه للاستقبال دون الماضي، وقوله: «قد غفرتُ لَكُمْ» لا يوجب أن يكون: «اعملوا» مثلهُ؛ فإنَّ قوله: «قد غفرتُ لكُمْ» تحقيق لوقوع المغفرة في المستقبل، كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} ونظائره.
الثاني: أنَّ نفس الحديث يرده، فإنَّ سببه قصَّة حاطب وتجسسه على النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك ذنب واقع بعد غزوة بدر لا قبلها، وهو سبب الحديث فهو مراد منه قطعًا، فالذي يظهر في ذلك- والله أعلم- أنَّ هذا خطاب لقوم قد علم الله سبحانه وتعالى أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مُصرِّين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحُو أثر ذلك.
ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهِم، لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم، ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض، وثوقًا بالمغفرة، فلو كانت قد حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة، ولا صيام، ولا حج، ولا زكاة، ولا جهاد، وهذا محال.
ومن أوجب الواجبات التوبة بعد الذنب فضمان المغفرة لا يوجب تعطيل أسباب المغفرة ونظير هذا قوله في الحديث الآخر: «أذنب عبد ذنبًا فقال: أي رب أذنبتُ ذنبًا فاغفره لي، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر فقال: أي رب أصبت ذنبًا فاغفره لي، فغفر له ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر، فقال رب أصبت ذنبًا فاغفره لي، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبًا آخر فقال رب أصبت ذنبًا فاغفره فقال الله علم عبدي أنَّ له ربًا يغفر الذنُوب ويأخذ به قد غفرتُ لعبدي فليعمل ما شاء» فليس في هذا إطلاق وإذن منه سبحانه له المحرمات والجرائم، وإنما يدل على أنه يغفر له ما دام كذلك، إذا أذنب تاب.
واختصاص هذا العبد بهذا لأنه قد علم أنه لا يصر على ذنب، وأنه كلما أذنب تاب، حكم يعم كل من كانت حاله حاله لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قُطِعَ به لأهل بدر.
وكذلك كل من بشره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة أو أخبره بأنه مغفورٌ له، لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة إطلاق الذنوب والمعاصي له ومسامحته بترك الواجبات، بل كان هؤلاء أشد اجتهادًا وحذرًا، وخوفًا بعد البشارة منهم قبلها، وكالعشرة المشهود لهم بالجنة.
وقد كان الصديق شديد الحذر والمخافة، وكذلك عمر، فإنهم علموا أنَّ البشارة المطلقة مقيَّدة بشروطها والاستمرار عليها إلى الموت، ومقيَّدة بانتفاء موانعها ولم يفهم أحد منهم من ذلك الإطلاق الإذن فيما شاؤوا من الأعمال. انتهى.
901- [3315] «كَسَعَ رَجُلاً» أي ضرب دُبره بيده.
«دَعوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». قال في النِّهاية: أي مذمومة في الشرع مُجْتَنَبةٌ مكروهة.
كما يُجتنَبُ الشيءُ المُنْتِن يريد قولهم: يا آل فُلان.
902- [3318] «أُهبَةً»- بفتحات- جمع إهاب، وهو الجلد قبل الدباغ.
903- [3320] «ثَمَانِيةُ أَوْ عَالٍ» قال في النِّهاية: أي: ملائكة على صُورة الأوعال، وهيِ تُيُوس الجَبَل واحدُهَا: وَعِلٌ بكسر العيْنِ.
904- [3322] «فروَةُ وَجْهِهِ» قال في النِّهاية: أي جلدته استعارهَا من الرَّأس للوِجه.
905- [3325] «فجئثت» بجيم، ثم همزة، ثم مثلثة، أي فزعت منه وخفت، ويروى بتقديم المثلثة على الهمزة، وبمثلتين.
قال الحربي: جعل الهمزة ثاء.
906- [3340] «لَقِنًا» أي فهمًا، حسن التلقن لما يسمعه.
907- [3343] «رَجُلٌ عَارمٌ» أي خبيث شرير.
908- [3349] «فزبره» أي نهره وأغلظ له في القول.
909- [3368] «وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِيْنٌ».
قال في النِّهاية: أي: أنَّ يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال، أي لا نقص في واحدة منهما، لأنَّ الشِّمال تنقُصُ عن اليمين وكلُّ ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليدِ، والأيدي، واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنَّما هو على سبيل المجازِ والاستعارة.
والله تعالى مُنزَّهٌ عن التَّشْبيهِ والتَّجسيم.